الأربعاء، 20 مايو 2009

جريدة المستقبل اللبنانية


إصدارات

المستقبل - السبت 3 تشرين الثاني 2007 - العدد 2781 - ثقافة و فنون - صفحة 20


نازح عن سماء الرياض الكتاب: ثلاثية خلّ الصبار.. نازح عن سماء الرياض (رواية)
الكاتب: مصطفى سعيد
الناشر: بيروت، الدار العربية للعلوم ـ ناشرون، 2007
الكتاب الرابع للمؤلف بعد "ديوان البداية والنهاية في الحب"، "أكراد أسياد بلا جياد" و"الظالمون"، يتابع فيه مصطفى سعيد أسلوبه الواقعي الذي يتخطى التفاصيل والوقائع والسرد التقليدي الى محاولة مبتكرة للدخول الى حنايا الذات. يبني الكاتب شخصياته استناداً الى هذا النسيج المفعم بالتعبير القوي، وأحياناً العنيف بغية تجريدها من القشور لتظهر على حقيقتها عارية من الرياء والالتباس. نقتطف من الكتاب:"تحدثنا حتى انتهى اللقاء بموعد. زرته من دون أن أطوي يومي محملاً بكتابي الذي منحت نفسي من خلاله لقب الغبي. دخلت عليه في مكتبه، يدخن البايب. لا يستغني عن نشوته قيد أنملة، يبقي على سحب نفسه غير آبه بمن حوله. تلتف "الرولكس" المرصعة بالألماس حول معصمه الثخين، ثمنها يوازي ثمن نصف عمارة في الأرياف. تعب الحائط خلفه من حمل لوحات عدة، منها مستنسخة من لوحات عالمية، ما يرهب أن بعضها حقيقي. الستائر المعدنية تكسو زجاج مكتبه اللامع. عند دخولي الى عالمه فجأة أصاب اندفاعي لملاقاته عطب وانكماش مفاجئ ربما من ذلك الشيء الذي شدّ بالي وفضولي حتى صارا بطول السنديانة الهندية. تمثال برونزي اللون علمت بعد تدقيق أنه تمثال أمحوتب، ذلك الفرعون الغامض الذي وضع تصميم الأهرامات. ظننته كالأغلبية من الأثرياء يتقنون التماثيل واللوحات النفسية فقط للتباهي علمت بعدها أن لهذا الرجل تركيبة عجيبة لا تقل غرابة عن تركيبة المادة المستعملة في الحناط. لم أكن أعلم أن للتشبيه قوة في فرض نفسه. صار هو أيضاً واحداً من آلاف الأسرار المتروكة من عهد الفراعنة، ولم يتمكن العلماء حتى الساعة من حل ألغازها".

ليست هناك تعليقات: